المدن الصحية في مؤتمر الكويت: خطوة نحو الاستدامة والتحول الصحي المتكامل

يجسد مؤتمر الكويت الثاني للمدن الصحية واحدا من أهم الفعاليات الإقليمية التي تُعنى بتعزيز مفهوم المدن الصحية والتنمية المستدامة. انعقد المؤتمر في 10 فبراير 2025، تحت شعار “مدن صحية لتنمية مستدامة”، برعاية وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، وبحضور ممثلين عن منظمة الصحة العالمية (WHO) وخبراء دوليين وإقليميين في مجالات الصحة العامة والتخطيط الحضري والاستدامة البيئية.

أهداف مؤتمر الكويت للمدن الصحية

1- تعزيز مفهوم المدن الصحية وتطبيقاته العملية

يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على مفهوم المدن الصحية، الذي يعتمد على تحسين محددات الصحة داخل المجتمعات، مثل جودة الهواء والمياه، التخطيط العمراني الذكي، الخدمات الصحية، والمشاركة المجتمعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة العامة.

2- استعراض التجارب الناجحة على المستويات الخليجية والدولية

استعرض المؤتمر أبرز المدن الصحية المسجلة في دول مجلس التعاون الخليجي، وناقش التحديات التي تواجه تطبيق المعايير الصحية في المناطق الحضرية والريفية، مع تقديم دراسات حالة من الكويت ودول أخرى.

3- تحسين جمع البيانات وإعداد المرتسمات الصحية

يُشكل الرصد الصحي عنصرًا حاسمًا في قياس أداء المدن الصحية. لذا، ركّز المؤتمر على آليات جمع البيانات الصحية وتصميم خرائط صحية تفاعلية تسهم في تطوير سياسات حضرية قائمة على الأدلة.

4- تعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة

تم التأكيد على أهمية الشراكة بين القطاعات المختلفة لتحقيق أهداف المدن الصحية، حيث وُقعت 5 مذكرات تفاهم بين وزارات الصحة، والبلدية، والبيئة، والتعليم، ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني لدعم المبادرات الصحية المستدامة.

5- تدريب الكوادر الوطنية والمجتمعية للمدن الصحية

أحد المحاور الأساسية للمؤتمر هو رفع الوعي المجتمعي من خلال ورش عمل تدريبية استهدفت أكثر من 1000 فرد، لتعزيز مهاراتهم في تنفيذ برامج المدن والمشاركة في المبادرات البيئية والصحية.

إنجازات المدن الصحية في الكويت

1- تسجيل واعتماد المدن الصحية

  • خلال السنوات العشر الماضية، تم تسجيل 19 مدينة صحية في الكويت.
  • حصلت 10 مدن على الاعتماد الرسمي كمدن صحية متكاملة وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
  • إعادة اعتماد إحدى المدن الصحية بعد تحقيق معايير الاستدامة للمرة الثانية.

2- اعتماد مجمعات ومؤسسات جديدة كمرافق صحية

  • اعتماد مدينة صباح السالم الجامعية كأول مدينة جامعية صحية.
  • اعتماد 4 مجمعات تجارية كأماكن معززة للصحة، حيث توفر بيئة داعمة للسلوكيات الصحية، مثل توفير المساحات المخصصة للأنشطة الرياضية ومرافق غذائية صحية.

3- إنجازات في الاستدامة البيئية والصحة العامة للمدن الصحية

  • إدخال مشاريع الطاقة النظيفة في بعض المدن الصحية، مثل استخدام الألواح الشمسية في المباني الحكومية.
  • زيادة المساحات الخضراء في المدن الصحية بنسبة 20% خلال العامين الماضيين.
  • تنفيذ حملات توعوية مجتمعية حول أهمية تقليل النفايات البلاستيكية وإعادة التدوير.

4- إطلاق مبادرات لتعزيز أنماط الحياة الصحية

  • تطوير مسارات رياضية ومناطق مخصصة للمشي في المدن الصحية لتعزيز النشاط البدني.
  • تنظيم برامج غذائية صحية في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية.
  • تعزيز خدمات الفحص الصحي المجاني للسكان في المناطق المسجلة كمدن صحية.

النتائج المتوقعة لمؤتمر الكويت

من المتوقع أن يؤدي المؤتمر إلى:

  • إعداد خارطة طريق هذه المدن في الكويت خلال السنوات الخمس القادمة.
  • زيادة عدد المدن المسجلة والمعتمدة وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
  • تعزيز دور المجتمع المدني في تنفيذ البرامج الصحية والتنموية المستدامة.
  • توفير تمويل إضافي للمبادرات الصحية عبر الشراكة مع القطاع الخاص.

المشاركون والفعاليات

شارك في المؤتمر نخبة من الخبراء الدوليين والخليجيين، وتضمن البرنامج:

  • محاضرات حول أحدث التطورات في مجالات الصحة والاستدامة.
  • ورش عمل تفاعلية لتبادل الأفكار والخبرات.
  • معرض تفاعلي مصاحب يبرز الخدمات المقدمة من القطاعات الحكومية، الخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني.

شهد المؤتمر توقيع خمس مذكرات تفاهم مع جهات حكومية ذات صلة، مما يعكس التزامًا قويًا بتعزيز التعاون في تطبيق معايير الحواضرالصحية. هذه المذكرات تهدف إلى توحيد الجهود بين الجهات الحكومية لتحقيق أهداف مشتركة في تحسين جودة الحياة والارتقاء بالخدمات البلدية.

من خلال هذه الاتفاقيات، سيتم تبادل الخبرات والمعرفة بين الجهات الموقعة، مما يساهم في تطوير استراتيجيات فعالة لتحقيق معايير المدينة الصحية. كما ستتيح هذه الشراكات تعزيز التنسيق في تنفيذ المشاريع المشتركة، مثل تحسين البنية التحتية وزيادة المساحات الخضراء.

بالإضافة إلى ذلك، تم تدريب أكثر من 1000 فرد من المجتمع على مهارات استيفاء معايير المدينة الصحية. هذا التدريب يهدف إلى تمكين الأفراد من المشاركة الفعالة في تحقيق أهداف المدينة الصحية، من خلال تعزيز الوعي بأهمية النظافة العامة، وإدارة النفايات، وترشيد استهلاك الطاقة.

يشمل البرنامج التدريبي ورش عمل ومحاضرات تثقيفية، تغطي مواضيع مثل التغذية السليمة، والنشاط البدني، والحد من التلوث. كما يتم توفير أدوات عملية لمساعدة المشاركين على تطبيق هذه المهارات في حياتهم اليومية.

نتيجة لهذه الجهود، يتوقع أن يشهد المجتمع تحسنًا ملحوظًا في جودة الحياة، مع زيادة الوعي بأهمية البيئة الصحية. هذا التعاون بين الجهات الحكومية والأفراد يعكس رؤية شاملة لتحقيق مدن أكثر صحة واستدامة.

تُظهر هذه المبادرات التزامًا قويًا بتحقيق معايير المدن، من خلال تعزيز التعاون وتمكين المجتمع بالمهارات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.

في هذا الاطار، يشكل مؤتمر الكويت الثاني نقطة تحول مهمة في تطوير السياسات الحضرية والصحية المستدامة. من خلال تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة، والتوسع في تطبيق المعايير الصحية، تسعى الكويت إلى أن تصبح نموذجًا إقليميًا في إنشاء مدن مستدامة تضمن جودة حياة أفضل لجميع السكان.

تعرف أيضا على تاريخ مدينة الكويت

يمكنك الاطلاع أيضا على بلدية الشارقة ومشاريع التخطيط الحضري

قد يهمك أيضا مدينة الملك سعود الطبية بالرياض

تسعى الكويت إلى أن تصبح نموذجًا إقليميًا في إنشاء مدن صحية مستدامة

المدينة الصحية: مفهومها، خصائصها، وأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة

تعكس المدينة الصحية نموذجًا حضريًا متكاملًا يهدف إلى تعزيز صحة ورفاهية السكان من خلال سياسات بيئية واجتماعية واقتصادية مستدامة. يعتمد هذا المفهوم على معايير منظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تركز على تحسين الظروف المعيشية وتوفير بيئة تدعم أنماط الحياة الصحية.

أولًا: تعريف المدينة الصحية

يعرف الخبراء في المجال المدينة الصحية بأنها مدن تتم ادارتها بطريقة تعزز صحة السكان ورفاهيتهم، من خلال توفير بيئة نظيفة وآمنة، وخدمات صحية متكاملة، وبنية تحتية مستدامة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن المدن الصحية تعتمد على التخطيط الحضري الذي يراعي جودة الهواء والمياه، ويدعم المساحات الخضراء، ويقلل من التلوث البيئي.

ثانيًا: خصائص المدينة الصحية

1- بيئة نظيفة ومستدامة

تتميز المدن الصحية ببيئة نظيفة تعتمد على تقليل التلوث البيئي. على سبيل المثال، تعمل العديد من المدن الصحية على تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2030، من خلال تعزيز استخدام الطاقة المتجددة. كما تُطبَّق برامج إدارة النفايات التي تهدف إلى إعادة تدوير 50% من النفايات البلدية، مع الحد من استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

2- بنية تحتية تدعم الصحة العامة

توفر المدينة الصحيةبنية تحتية متطورة تدعم الصحة العامة، مثل المراكز الطبية والمستشفيات التي تقدم خدمات صحية متكاملة. بالإضافة إلى ذلك، تُنشأ مساحات خضراء وحدائق عامة تشكل 20% من مساحة المدينة، مما يدعم الصحة النفسية والجسدية للسكان. كما يتم تعزيز وسائل النقل العام الصديقة للبيئة، مثل الحافلات الكهربائية ومسارات الدراجات الهوائية، التي تساهم في تقليل الازدحام المروري بنسبة 15%.

3- مشاركة مجتمعية وتخطيط شامل

تسعى المدينة الصحية إلى إشراك السكان في صنع القرار من خلال منصات استشارية ومجالس محلية. كما يتم تعزيز البرامج التوعوية التي تستهدف أكثر من 70% من السكان، بهدف نشر الوعي حول التغذية الصحية وممارسة الرياضة والوقاية من الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يتم دعم التعليم الصحي في المدارس، حيث يتم تدريب أكثر من 1000 معلم سنويًا على برامج التوعية الصحية.

4- اقتصاد مستدام يدعم الصحة

تعتمد المدينة الصحية على اقتصاد مستدام يدعم الصحة العامة، من خلال توفير فرص عمل عادلة وصحية. على سبيل المثال، يتم دعم الزراعة الحضرية، التي تساهم في إنتاج 10% من الغذاء المحلي الصحي، مما يقلل الاعتماد على المنتجات المستوردة. كما يتم تحفيز الشركات على تبني سياسات صديقة للبيئة من خلال الإعفاءات الضريبية والحوافز الحكومية، مما يعزز الاستدامة الاقتصادية.

ثالثًا: أهمية المدينة الصحية

1- تحسين الصحة العامة وتقليل الأمراض

تساهم المدن الصحية في تقليل معدلات الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، بنسبة تصل إلى 25%، من خلال تشجيع النشاط البدني والتغذية السليمة. كما تؤدي إلى تحسين الصحة النفسية عبر توفير بيئة مريحة تدعم الاستقرار الاجتماعي والعاطفي.

2- تعزيز التنمية المستدامة

تدعم المدن الصحية تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، لا سيما الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاهية، والهدف الحادي عشر الخاص بالمدن والمجتمعات المستدامة. كما تضمن استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، مما يحمي البيئة للأجيال القادمة.

3- زيادة الإنتاجية والازدهار الاقتصادي

تقليل الأمراض والضغط الصحي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية في العمل بنسبة 20%، مما يعزز الأداء الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تجذب المدن الصحية الاستثمارات المحلية والأجنبية بفضل البيئة المستدامة، مما يعزز فرص العمل.

4- تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين جودة الحياة

تضمن المدينة الصحية الوصول العادل إلى الخدمات الصحية والتعليمية والمرافق الترفيهية لجميع الفئات السكانية. كما تعزز التكافل الاجتماعي، حيث يكون للمجتمع دور في تطوير سياسات المدينة وتحقيق الرفاهية الجماعية.

هكذا يؤكد الخبراء في التخطيط الحضري أن ” المدينة الصحية تبقى نموذجًا حضريًا متكاملًا يهدف إلى تحسين الصحة العامة وتعزيز التنمية المستدامة”. من خلال تطبيق استراتيجيات بيئية واقتصادية واجتماعية متطورة، تُسهم هذه المدن في تحقيق حياة أكثر صحة واستدامة للسكان. في ظل التحديات البيئية والصحية المتزايدة عالميًا. تظل المدينة الصحية ضرورة ملحّة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

جدير بالمتابعة

مدينة الملك سعود الطبية: صرح متكامل لخدمة الصحة العامة

تظل مدينة الملك سعود الطبية واحدة من أبرز المؤسسات الصحية في المملكة العربية السعودية، حيث تمثل نموذجًا متقدمًا للرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة. تأسست هذه المدينة الطبية العملاقة بهدف تقديم خدمات طبية عالية الجودة، وتعزيز البحث العلمي، وتدريب الكوادر الطبية، مما يجعلها مركزًا إقليميًا وعالميًا متميزًا في مجال الطب.

المزيد

مدينة الملك عبد الله الرياضية: صرح حضاري في قلب جدة

تتألق مدينة الملك عبد الله كواحدة من أبرز المعالم الرياضية والثقافية في قلب مدينة جدة. تُعرف هذه المدينة بلقب “الجوهرة المشعة” نظراً لتصميمها الهندسي الفريد وإطاراتها الشكلية المميزة. منذ افتتاحها في عام 2014، أصبحت منارة للتقدم والحداثة التي تسعى إليها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات.

المزيد

One thought on “المدن الصحية في مؤتمر الكويت: خطوة نحو الاستدامة والتحول الصحي المتكامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *